السبت، 17 يناير 2009

رحالة إسبانيون أغوتهم الشام..

حجاج ودبلوماسيون، ومثقفون و.. عابروا آفاق..!!
ثمة أجانب كثر قدموا إلى دمشق عاشوا أجواءها الشرقية، ولامسوا التاريخ البعيد والمعاصر، من هؤلاء الأجانب كان ثمة أسبان، وهؤلاء ينقسمون بين رسميين خدموا بلادهم في دمشق أو رحالة أغوتهم الشام، حيث أقاموا حواراً حضارياً بين دمشق وبلاد الأندلس.عن الأسبان الذين قدموا إلى دمشق- كانت مؤخراً محاضرة مدير معهد ثربانتيس (بابلو مارتين أسويرو) يذكر خلالها:أنه في نهاية القرن التاسع عشر ونتيجة نشؤء الصناعات في برشلونة ازداد تمويل أصحاب الصناعات للصحف والمجلات لأنهم كانوا يهتمون بالقراءات عن السياحة والرحلات إلى الشرق وتلك المناطق البعيدة التي لا يعرفون عنها شيئاً.وأن النصوص الأدبية التي نقلها الرحالة واهتموا بها تنقسم إلى ثلاثة أنواع، أولها الأدب الرومانسي الذي يغلب عليه الخيال البعيد عن الواقعية، والثاني الحداثة التي ظهرت بداية القرن العشرين، والتي تتحدث عن الواقعية والطبيعة وتبرز الجمال، وثالثها نصوص ومقالات ويوميات لرحالة ودبلوماسيين. دومنيكو .. علي بك وباعتبار إسبانيا دولة كاثوليكية بامتياز كما يذكر كانت تعير اهتماماً بالحج إلى الأماكن والأراضي المقدسة لرؤية المناطق التي ولد فيها السيد المسيح، وكان الرحالة يقومون برحلات استكشافية إلى الأماكن المقدسة، وأشهرهم الرحالة دومنيكو باديّا ليبلش الذي ولد في برشلونة من أم ألمانية المنشأ وكان جاسوساً معروفاً، لقب باسم علي بك الكبير أو العباسي، قام برحلة عبر المتوسط إلى مصر حتى وصل إلى المنطقة المقدسة، وتركيا وهناك تم الكشف عن شخصيته كجاسوس لصالح فرنسا أثناء هجومها على إسبانيا، كان لديه الكثير من المعلومات وألف الكثير من الكتب وكان يوقع عليها باسم علي بك الكبير، كما كان يعرف عن نفسه أنه تاجر سوري ويعيش في لندن، طبع أول كتاب له بالفرنسية، لأن ملك إسبانيا فرناندو السابع لم يعف عنه لأنه كان يتعامل مع فرنسا، وفي الثلاثينيات وضع كتابه الثاني لكن لم يكن يحوي على أطلس، إنما احتوى على الكثير من المعلومات عن دمشق، ثم سافر إلى ما يسمى بالسعودية اليوم وكتب عن الوهابين، وهو أول من كتب عن المسجد الأموي من الأوروبيين عام 1907، ثم جاء إلى الناصرة على أنه ابن ملك المغرب وهو أول من دخل إلى المناطق الشرقية وترك وثائق مكتوبة وموثقة، وكان يطلق على دمشق اسم الشام وكان يصفها بالواحة الخضراء في وسط الصحراء.السلطانة دمشقويذكر أن أنريكي كومث كاريّو الذي ولد سنة 1873-1927 أرسل إلى الصين وألف كتاب (رحلة إلى الصين) كذلك الدبلوماسي أدولفو مينتابيري الذي عمل قنصلاً في دمشق عام 1866 وكتب عنها في كتابه الأول من مدريد إلى القسطنطينية وكتابه الثاني رحلة إلى الشرق الذي صنف ضمن قائمة الكتب البديعة وصف فيه دمشق في لوحة بانورامية بأنها أبراج بيضاء وواحة خضراء تبدو كأنها سلطانة استحمت للتو بنهر بردى.ويرى بابلو: أن أفضل من كتب عن الواقعية الدبلوماسي التشيلي آدلفو دي ريبادي نيرا الذي وثق زيارته في كتابه (من سيلان إلى دمشق) وقد مر بتركيا وسوريا ومصر بين شهر تشرين الأول و كانون الأول من عام 1911، نشر في العديد من الصحف في مدريد ، والأرجنتين والمكسيك حول أماكن شاهدها خلال رحلته إلى الشرق وعن شعوب عاشت في سورية، ثم طلب منه الذهاب إلى إيران وهناك ألف كتاباً عن العمق الإيراني وهو يتألف من ثلاثة أجزاء، ويعتبر من المراجع القليلة التي تتحدث عن إيران وأصفهان وعن الخليج التي تطل على إيران ثم عاد إلى إسبانيا، وعمل مترجماً فيها، وعاش في المنطقة الشرقية منها.يضيف أسويرو: أن مانويل كينتانا الذي كان قنصلاً في بيروت من عام 1874 حتى 1875 كتب عن سوريا ولبنان تحدث فيه عن شعوب تلك المنطقة، وعن التنوع الطائفي والديني فيها، كتب بعض التقارير ونشرها على شكل كتاب، ظهر هذا الكتاب في إسبانيا عام 1877 وأهداه للملك ألفونس الثاني عشر.آخر رحالة أو بلوماسي آخر هو فرناندو أراندا، كان والده موسيقياً يعمل في قصر السلطان عبد الحميد في الباب العالي، جاء عام 1903 وشغل منصب القنصل الفخري لمدة ثلاثين عاماً وفي الوقت ذاته كان مهندس معماري، هو من صمم محطة الحجاز وفندق زنوبيا، كتب الكثير عن دمشق، وعن الأحوال السياسية فيها والعلاقات الدبلوماسية بين سوريا وإسبانيا توفي فيها عام 1969.أخيراً: يختم أسويرو أن الأهمية تكمن في تلك الكتب التي ألفها هؤلاء الرحالة لما تحويه من صور ومعلومات عن الشرق ودمشق، والبعض منها مازالت تستخدم كمرجع إلى اليوم.
متابعة: ثناء عليان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق