السبت، 17 يناير 2009

بساطة الصورة تترافق بكثافة الدلالة

لا يمكن للمتلقي ان يمر عابراً امام لوحته, ذلك ان علي محمد يحشد فيها كما هائلا من الرموز, رموز جميعها مؤولة أي لها تأويلاتها التي لا تنتهي, وهذا ما بدا واضحا في معرضه الاحدث في المركز الثقافي العربي بأبي رمان مؤخراً والذي ضم أكثر من أربعين لوحة.
عن هذه الحمولات التي يحشدها في اللوحة يذكر الفنان التشكيلي علي محمد انها محاولة لحيازة ومعرفة الوقت عبر التكوينات البصرية, ضمن موضوعات تخص الوقت واخرى تعنى بالمعرفة, باعادة تشكيل مكونات المكان والزمن وفق ارتباطات العناصر الدالة وتوظيف الدلالة بحدها الاقصى للوصول الى تعددية المكونات بالعنصر الدلالي الواحد, وتكثيف دلالات عناصر اللوحة يبنى على ايجاد صيغ ارتباطات بين العناصر , ما يؤسس لتكوين دلالات بصرية معرفية ناتجة عن توزيع العناصر على سطح اللوحة, ومكونات تلك العناصر من مساحة وخط ولون , وتلك الدلالات بارتباطاتها ببعض لا تحتمل التأويل.‏
وعن تسمية معرضه ( حمولات) فيذكر ان المعرض او اسم اللوحة هو مدخل للولوج الى بنية المتن الثقافي وبالتسمية هو قراءة الاصدقاء التي أتت متوافقة مع قراءتي لتسميته , وهي تسمية مطابقة لمحتوى المعرض بشكل عام او على مستوى اللوحة الواحدة.‏
ولكن ألا تخشى من تشتت ذهن المتلقي للوحتك? أسأله : فيجيب:‏
بالتأكيد لا اخشى من تشتت ذهن المتلقي خاصة بحال توفر ا لوقت المناسب لقراءة اللوحة فاللوحة مبنية وفق تركيبة التفكيك, يكفي ان يفكك المتلقي عناصر اللوحة, بمعنى عناصر البناء المؤلفة لها, من عناصر تجسيدية وألوان ومساحات وحجوم المجسدات وارتباطاتها ببعض لتتكون الجملة الاسمية للوحة فالجملة المعرفية.‏
وعن ذكر أحد النقاد ان علي محمد يشتغل سورياليا لكن بعيدا عن بيان السوريالية الاولى كيف تقرأ ذلك ,وهل يمكن ان يكون الفنان سورياليا وبعيدا عن السوريالية الاولى يجيب : ايضا بيان السوريالية الاول مضى عليه ما يقارب القرن وكان نتيجة لمقدمات اشكالية تمخضت عن حراك اجتماعي وثقافي هي مغايرة للمكونات الحالية, هذا في جانب وفي جانب آخر هناك العنصر البيئي والثقافي والزمني يضاف اليهم تراكم تجارب وثقافات عامة وخاصة, الضروري دائما التجريب والاستدلال لتطوير المشهد الجمالي البصري والمعرفي البصري استناداً على قاعدة الجمالي المعرفي البصرية, اما امكانية ان يكون الفنان سورياليا وبعيدا عن السوريالية الاولى فالتراكم البصري المالي المعرفي يحرر الفنان ويفسح له المجال لاظهار تجربته الخاصة, مستفيدا من المستوى والنتائج التي حققتها المدرسة ومستنداً عليها .‏
وعندما سألته ماذا بقي من تلك السوريالية في لوحتك فيذكر: المتبقي هو ان الاستناد الاول بتأسيس اللوحة يستند على المفاهيم السريالية اعادة بناء الواقع المعرفي بصريا متضمنة الدلالات الجمالية المرتبط بالتداعي الداخلي الحر, والسريالية ببنيتها تجديد.‏
لكن شاهدنا في معرضك الاخير احتمالين في اللوحة الأولى موضوع الحمولات وقسرها في اللوحة أي البحث لصالح الجمالية البصرية وفي الاحتمال الثاني شاهدنا العكس اشتغلت على تكثيف المعنى والحمولات عن ذلك يقول:‏
ربما ولكن في المستوى الثاني الحالة البصرية المقصودة كانت تطوير لسابقتها بمعنى تبسيط العناصر او تبسيط الصورة لمصلحة تكثيف المعنى فبساطة الصورة تترافق بكثافة الدلالة عبر زيادة ارتباطات قانون تشكيل اللوحة الداخلي من عناصر اللون والمساحة والخطوط وتكوين اللوحة الرئيسي اما الحمولات في اللوحة الاولى فكانت تعتمد على الزيادة في مكونات عناصر اللوحة واتساع الموضوع اما الثاني فكان الموضوع اكثر تخصصا وتفصيلا.‏
ثناء عليان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق